السياسة ..... فن الكذب
كان الزعيم السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف أول من استعمل تعبير
"السياسة فن الممكن"( وربما استعمله احد قبله ولم اسمع به) من اجل تبرير
التنازلات اللاحقة التي قادت إلى انهيار الاتحاد السوفييتي وتفككه وزوال
القطب الداعم للمظلومين على مساحة الكرة الأرضية .وقد قيل في الرجل ما لم
يقله مالك في الخمر وانتهى به المطاف إلى لعب دور بسيط في كليب للترويج
للبيتزا والمكدونالد في شوارع موسكو .
هذا هو مصير من يقومون ببيع مكانة وهيبة دولهم وانجازاتها للامبريالية والصهيونية (والأمثلة على ذلك أكثر من أن تعد أو تحصى ).
المهم ,أن بعض السياسيين العرب ,وخاصة من كانوا يحملون المظلة عندما ينهمر
المطر في موسكو ولا تنزل نقطة مطر واحدة فوق رؤؤسهم في بلادهم ,تهافتوا على
استعمال هذا المصطلح لتبرير نواياهم في تقديم التنازلات والانعطاف 180
درجة نحو اليمين (وكنت قد ذكرت في مقال سابق أن من أكثر العجائب الفلسطينية
أن اليسار الفلسطيني أصبح مع أمريكيا واليمين ضدها ) تحت يافطات الواقعية
والليبرالية ..
وبعد أن انتهت التنازلات إلى عدم بقاء شيء لنتنازل عنه تحول هذا المفهوم
للسياسة إلى " السياسة فن الكذب" . ولا ريب في ذلك , طالما أن ثقافتنا
وتراثنا الجمعي الصق في مخليتنا مصطلحات أسوا من ذلك : الكذب ملح الرجال ,
اللي بتزوج أمي هو عمي , وإذا جن قومك فعقلك لا ينفعك , وحط راسك بين الروس
وقول يا قطاع الروس.....الخ والى قول يا طير.
ان تعبير السياسة فن الكذب ينطبق على معظم السياسيين في العالم وعلى كل
السياسيين في وطني الحبيب – فلسطين . وان القائد – عندنا كلما كذب أكثر علا
شانه أكثر وزحف إلى منصب أعلى وارفع !!!!!
أنت اليوم لا تستطيع أن تتابع أو تتذكر عدد المرات التي يكذب فيها سياسيونا
, حتى أنني اقترحت أن يضع المواطن أمامه عدادان وهو يجلس أمام الفضائيات :
واحد لتعداد المرات التي يكذب القائد فلان على الفضائية الفلانية والآخر
لتعداد المرات التي يتنفس (شهيق زفير ) فيها هذا المواطن , وراهنت بالقليل
الذي املك أن العداد الأول سيتجاوز الثاني .
لا وجود لسياسي " ناجح جدا " إلا إذا كان كاذبا جدا , ولا ينجح في أي
انتخابات ديمقراطية جدا وشفافة جدا إلا من يكذب في برنامجه ووعوده
وتحالفاته وحتى في سيرته الذاتية .ولذلك جاء الحكم الشرعي قاطعا في مسالة
الكذب , حيث اعتبر الحديث النبوي الشريف أن الكاذب والكذب يصل إلى حد
الفجور والى جهنم , واني لأشفق على جهنم التي تحتاج إلى توسيع ساحاتها
ملايين المرات .
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire