vendredi 15 avril 2011

الجهل العميق


كيف نتعامل مع سوء الفهم الناتج من الجهل؟


إن الاختبار الحقيقي لأي أيدولوجيه هو هذا العالم الذي نعيش فيه. لا تستطيع اي ايدولوجيه ان تساعد الناس على التغيير او تحسين وضعهم السياسي او الاقتصادي، مادامت عاجزة عن تصوّر العالم بصوره دقيقه و كما هو فعلاّ.

عندما تكون الايدولوجيه في حالة إنكار حول الكيفيه التي يعمل عليها هذا العالم و تعيش في تصوراتها الخياليه فستجعل من الصعب جداً على مُعتنقيها و اصحابها ان يفهموا مايدور حولهم و سيفشلون في تحقيق اي تحسن في ظروفهم المعيشيه او السياسيه.

إن هذا بالضبط ما نعيش فيه في بلاد الرمال، فهناك حالة إنكار شديد للواقع، والتصاق بحلم رومانسي لا يمثل الحقيقه من حولنا داخل سجن الأيدولوجيه القوميه و الاسلاميه . ما نستلمه في هذه المدونه من تعليقات هو احد دلائل هذا الحال و ليسمح لي القرّاء صبري معهم فقد قالت آيا في تعليق على مقالة " رأي الاغلبيه وقطعان الثيران البريه" هذا:

عزيزي بن رائع رغما عنهم، و في الواقع أنا أغبطك لصبرك علي التخلف الظاهر للعيان و الدال علي نفسه في التعليقات السخيفة للبعض في مدونتك.
ما من شك ان هذه التعليقات سخيفه ، وضعيفه و لكنها تمثل بالنسبة لي مُختبراً حياً لتفكير مجتمعاتنا العربيه، واعترف انني استخدمها كإلهام و مصدر لكتاباتي في بعض الاحيان.

ردود الفعل هذه التي شهدنا على المقال السابق لا تمثل فقط طريقة التفكير السائده بين العرب ، تلك المتربطه بالأيدولوجيه السائده بل تعكس التصرفات المنبثقه عنها وهي البلطجيه والمسبه وكلام الشوارع ، لو عكسنا هذا على حال الواقع -- خارج عالم التدوين--فستجدون ان هذا يحدث تحت الدكتاتوريات القومجيه و الاسلاميه فإهانة الانسان بسبه و ضربه هو إسلوب مكرس في هذه الانظمه الايدولوجيه و ذلك لإرهابه و قمعه ولينسى حقيقة واقعه الاليم. كم من امثلة نستقيها من واقعنا و من نظم سياسيه سبقت تبنت الايدولوجيه القوميه و ما يقوم به الاسلاميين اليوم و بينهم من بقايا القوميين المتحولين في الارهاب و التهديد و التخوين و المسبه
.

عندي صديق يقول ان من محاسن وجود قنوات فضائيه اسلاميه متخصصه هو انك تستطيع ان تغير المحطه، فهل الغاء هذه التعليقات هو الحل ام عرضها امام العالم لفضح حقيقة مستواهم الشوارعي؟ يقوم هؤلاء بهذا الصراخ من خلال التعليقات لمنع الصوت الاخر المتجاوب بظنهم ان هذا سيمنع التأثر مع الكلمه المكتوبه، فهل هذا الاسلوب ينفع؟
ان التعامل مع هؤلاء لا يكون بالذهاب بعيداً عن المواجهه ، ماذا تفعل حيال هؤلاء الغوغائيين وملافظهم القذره؟ ..ولاشي اهم شيء هو لاتجعل مسباتهم و كلامهم الوسخ تؤثر بشعرة منك، فهم اصغر و احقر من ان يقفوا امام فكرة نيره، على الاقل بالنسبة لي فهذه المحاولات لن تجدي ابداً معي و لن تؤدي الا الى زيادة تصميمي على الاستمرار بالكتابه، هؤلاء لا يفهمون انني صخرة عنيدة لاتنكسر، لا تحاول معي فهذه الالعاب لا تجعلني إلا أكثر عناداً وتنفث بي رغبة إنتقامية في الاستمرار بالكتابه.. ان اهم وصف جاء فيهم هو تعليق آيا وهو : "التخلف الظاهر للعيان"

يريدون ان يطفئوا نور بن كريشان بافواههم ويأبى هو الا ان يتم نوره ولو كره المتخلفون( قرءان عظيم) ..مقالاتي ستستمر كقطار هادر مندفع يزيل من امامه كل هؤلاء ...فماهم الا قطط شوارع متشرده تتطاير امامه هكذا.




ولو تركنا التصرفات الصبيانيه—المسبه و السفاهه—جانباً و حاولنا اليوم سبر معان الانتقادات الحقيقيه التي نتلقاها في مدونتنا هذه فسنجد انها نوعين الا انهما يكادان يكونان سيان..احسن تشبيه لهما انهما نفس الشيء بنكهتين، واحده إسلاميه و هي وريث النكهه السابقه لها القومجيه. وهنا سأخذ تعليقات سراط و ابن ايمان مثالاً و ارجو ان يتسع صدرهما لما سأقوله، وهو السائد العام الشائع من الرأي في بلادنا.

و هنا سأحاول ان اشرح تأثير التفكير الايدولوجي في خلق هذه المستوى المتخلف من التفكير عندنا، لوضع الاصبع على الجرح. من المقاله الاسبق لتلك " وخلق الله المرأه" كتب سراط:
السوأل هنايا أيها الغراب الحكيم. هل بن كريشان و من يسير في جوقته مثل سيادتك تنتمون الى هذه الامة ام الى الانسانية؟

رغم ان كلمة الانسانية تفسر وتستعمل حسب مصلحة الآقوياء مثلها مثل حقوق الإنسان والديمقراطية اقرب تعريف للإنسانية حاليا هو العولمة اي ان الحقوق والانتماء فيها ليس للضعفاء امثالنا لايهمني ان كنتم من يا ايها الذين أمنوا أو يا ايها الذين كفروا الذي يهم هنا في اي صف انتم هل انتم مع هذه لامة بكل اتجاهاتها وحتى بطابورها الخامس الذي لمحنا اليه سابقا وبغثها وسمينها....اممع الآخر الذي لا يرى في... وفيكم... سوى (عرب) منذ الحروب الصلبية. مهما تبنينا افكارهم وتشبهنا بهم فنحن بنسبة لهم غوغاء العالم...موتنا وابادتنا... لا تتعدى خبر في احدى نشراتهم ان سمح اللوبي إياه بتمريرها.

التفكير الايدولوجي العربي القومي كان لايخلو من عنصرية فاشية تنعكس من خلال المسبات و الاسقاطات و الاسفافات فسراط في تعليق اخر على نفس البوست قال بأن من يتبع بن كريشان و الخليجيين هم بدو و اولاد معلقي الرايات ( كناية عن الداعرات في الجاهليه).

وهذا الموقف الفاشي المتعال ضد اهل الخليج كان يصدر من امثال صدام حسين و البعثيين وبعض الاخوه القومجيين العرب الذين لم يفيقوا من حلم الفاشيه بعد. كان هجوم عبدالناصر على المملكه السعوديه هو الذي خلط الاوراق لبعض العرب فدول الخليج بها نماذج متطوره جداً في الحداثه لاتقارن بالسعوديه، ولكن الجماعه القوميين العرب مازالوا نايمين على ودانهم.





في تعليق اسبق وصفني سراط بأنني مرتبط بظهور الفضائيات و حرب الخليج، وانني صاحب قناة ام بي سي الفضائيه، اسمع هذا:
إن ما يفعله (أبناء كريشان) هنا لاهدف له سوى الارباك وإدخال البلبلة و تشتيت إنتباه الامة لأشياء ثانوية والغفلة على الأخطار الحقيقية ....وإني اطالب بكل جدية معرفة الى أي جهة ينتمونان ظهور هذه المدونة كان متزامنا مع ظهور العديد من المدونات المماثلة من :المثليين العرب الى سحقات العربيات الى هفاء سكس مرورا بسكس جينا... زد الى ان هذا الظهور كان موازيا الى ظهور مصائب المشهد الفضائي ، العربية، إم.بي.سي وأخواتها، روتانا وبناتها روبرت مردوخ وفراخها وفي المقدمة نيكولوديان ( قناة الصور المتحركه) الموجهة لأطفالنا واشهارها المسموم الذي يسخر فيه الطالب من معلمته.




الى اي مدى من الممكن ان يتم تسطيح تفكير الانسان؟ وكيف يقبل عاقل ان يتم خداعه بهذه الدرجه ليبدو في النهاية من السذاجة بمكان، هذا يا اخوان هو موضوع اليوم و هو ليس الجهل بالأمور بل ظاهرة الجهل العميق.

اما بالنسبه للمعلقين الاسلاميين فهم يلتقون معهم بنفس البؤس وليس بمستغرب ان إستحساناً متبادلاً بين سراط القومي و ابن ايمان الاسلامي و الذي كتب:

أنظروا الى هذا الغبي المتخلف كيف يصف المسلمين (بالذات).بالطبع لم يتطرق للمسيحيين ولا اليهود ولا حتى عبدة البقر والفئران والفرج..(في الواقع أكاد أجزم أن كل مدعيي الالحاد هنا إما يهودا صهاينة أو صليبين حاقدين...(وهذا قد يكون تفسيرا لتساؤلات الأخ (سراط)الحائره عن انتمائات هؤلاء الادعياء وعلى رأسهم كبيرهم بن كريشان....ألأخوه العقلاء :هؤلاء ليسوا الا أحد من ذكرت هناك الكثير والكثير من نقائصكم بل قل جرائمكم أيها الساديون الصليبيون الصهاينه....هذه المعاني هي التي تدفع أنسانا غيورا مثل السيد(سراط) ليتسائل عن هوياتكم بتعجب واستغراب.




مالذي يجعل القومجي العربي يصف المتدين المؤمن "بأنه انسان غيور" على ماذا؟ على دينه؟ امته؟ ولماذا افترض ان الملحد لايحب امته و بلده..هذا إضافة الى كثير من العبارات التي تدل على جهل تام بمعنى الالحاد و خاصة عندما وصف الملحدين بمجموعة من المتناقضات عندما قال انهم ساديون صليبيون و صهاينه.

لامفر للمُلحد في بلاد الرمال من ان يواجه هذا الكم الهائل من الخرافات و المفاهيم الخاطئه عن الالحاد و المُلحدين. وهنا عندما يحاول اي ملحد العربي بطبيعة الحال توضيح هذه الاخطاء و شرح هذا اللبس يجد ان هذا لايصل اليهم، ومهما كان المنطق و العقل فلا يخترق جماجمهم السميكه..لماذا؟



ان تجربتي علمتني ان هناك نوعين من الناس، نوع يتقبل المعلومه بفاعليه تجعله يعيد تفكيره و يدرك الحقيقه، والسبب هو ان هذا الشخص قد تم إخفاء الحقيقه عنه و كان في الغالب ضحية عدم وجود معلومات صحيحه عن العالم من حوله سوى شعارات القوميه الرنانه..والأدّعاءات الدينيه الخرافيه. اما النوع الاخر من الناس وهو موضوع حديثنا اليوم سيظل يدور و يدور في حلقة مفرغه من النقاش العقيم المليء بالسب و التخوين و الاتهام بدون اي تقدّم..فمالفرق بين النوعين ياترى؟



اعتقد برأيي المتواضع ان الفرق بين هذين النوعين من الناس يكمُن في وجود ما اسميه " الجهل العميق"- - وهو الحالة التي يكون فيها الانسان العربي المؤدلج غارقاً في جهالة كبيره حول القضايا الاساسيه و مايدور فعلاً في العالم من حوله. عندما يكون الشخص ليست له درايه و معرفته تكاد تكون سطحيه حول طبيعة الدين و المعتقد و السياسه و العلم و اتجاهات التطور المعاصره، فأنه من المستحيل عليه ان يفهم. انه بالكاد يدرك الخطوه المعرفيه الاولى فما بالك بالثانيه وكيف بأمكانه إستيعاب الخطوه العاشره و الحاديه عشر. الذي لم يدرس مباديء الحساب لا يستطيع ان يذهب و يدرس الهندسه اليس كذلك؟

هؤلاء يجب ان يتعلموا المباديء البسيطه الاساسيه اولاً، قبل ان يتمكنوا من الانتقال الى مرحلة فهم ماهو الإلحاد..للاسف الشديد مع ان الألحاد بذاته..هو شيء سهل الفهم.

صديقانا ، الذي يسمى نفسه ابن الايمان و الأخر المدعو سراط لديهما معلومات متواضعة جداً عن العالم الذي يعيشان فيه ، انهما لم يتمكنا في تعليقاتهما ان يقولا شيئاً واحداً عن الإلحاد بالأمكان ان نعتبره معقولاً أو صحيحاً ، ولكنهما و بدون قصد كشفا عن مشكلة كبيره يعاني منها تفكيرهما و اثارا تساؤلات جديه حول امثالهم من الأشخاص المؤدلجين إسلامياً أو قومياً أو حزبياً في بلاد الرمال.

بالذات كلمة طيبه للصديق الذي يسمى نفسه ابن الايمان- - أنت إن لم تفهم ماهو الايمان، فلن تفهم ابداً اي محاولة لشرح ماهو الالحاد لك. ان كان الالحاد بالنسبة لك هو مؤامرة دينيه من قبل اديان اخرى ضد دينك، فأنت لديك مشكلة كبيرة جداً في اساس الفهم و ليس من فائدة مرجوة لك لفهم ما يكتب هنا سواء من مقال او تعليقات، فيجب عليك اولاً أن تحاول ان تقرأ في مصادر مختلفه لتنتقل الى مرحلة تستطيع بها ان تنتقد..فالأنسان لا يكون مؤهلاً لنقد شيء يجهله.





اما الصديق الذي يسمي نفسه السراط و يقول انه علماني او كان كذلك..فكيف استعرت مصطلحاَ دينياً تتسمى به ايها العلماني؟ انت مثال كلاسيكي للتفكير الفاشي عموماً يتجلي من خلال هوسك بفكرة المؤامره . يتبطن تعليقك دائماً على التلميح بالأنتماء الذي امثله و تساؤلاتك الغريبه عن مالذي قدمته لأمتي من خلال كتاباتي. انت تفترض هنا ان اي إنتقاد للدين الاسلامي لابد ان يكون مصدره من عميل صهيوني او من مسيحي امريكي يريد اعادة الحروب الصليبيه..فبالتالي الملحد هو مسيحي صليبي و يهودي صهيوني في نفس الوقت..انت مشوش التفكير ياصديقي مُختلطة اراقك ، وانصحك بالتمهل مع نفسك و أخذ الأمور حبه حبه..عدّى سنه اولى و تعلم العلمانيه، ثم افهم شيئا عن تاريخ الأمم الحديثه و تطورها، ادرس تاريخ الحركات الفاشيه، تعلم عن دور الأديان في السيطره السياسيه و النفوذ المالي..ثم تعال بعدها و ناقش في الإلحاد.

لسوء الحظ ان هذا النوع من الجهل العميق شائع جداً في بلاد الرمال و هذه المفاهيم الخاطئه ليس عن الألحاد فقط بل عن كثير من الاساسيات تجعل الشعوب العربيه تعقد مقارنات خاطئه وتبني من تلقين إجتماعي و سياسي و تعليمي و ديني سابق إعتقادات مشوهه لا تمت للواقع و العالم من حولنا بصله.

ماذا سيكون رد هؤلاء علينا - - كملحدين لو إننا كتبنا ان الاسلام هو الايمان بالهندوسيه و ان هؤلاء المسلمين ماهو الا أذيال اسيادهم المسيحيين عبدة النار؟ سيجعل هذا من إنتقاداتنا و تفكرينا و تعليلنا مجرد خرابيط غير مترابطه و غير قادره على التعامل مع الموضوع..فمابالك بإنتقاده. هذا هو بالضبط مايقوم به ابن الايمان و سراط في تعليقاتهم.

ان سبب إنتقاد الملحد للدين، سواء كان الاسلام – ارجو ان يلبس كل من سراط و ابن ايمان نظارتيهما هنا- او المسيحيه او اليهوديه او الصهيونيه او الصليبيه هو ان الأديان عموما كلها ذات طبيعة دعوجيه تبشيريه مبنية على الكذب و إستغلال البشر. هؤلاء الذين يرتزقون من هذا الاسلوب الدعوجي التبشيري هم من لايحب إنتقاد الإلحاد و هم من خلقوا لكم هذا التفكير المتناقض المفكك. هؤلاء لايهمهم ان تدركوا الحقيقه..ان من مصلحتهم ان تبقيا مثل غيركم اسرى للايدولوجيه المنتهية الصلاحيه التي تعاني منها امتنا.





ان تحرير هذه الأمه يكون بتحرُرنا من قيود هذا التفكير السطحي المتخلف كما وصفته آيا. ان من يظل يفعل نفس الشيء دائماً، يحصل على نفس النتيجه كل مره. وان بقيت هذه الأمه على نفس هذا التفكير فسنكون كما نحن الأن بعد عشرات السنين.

كيف ينبغي لنا ايها القراء ان نحكم على الأيدولوجيه الاسلاميه او القوميه بعد أن نقرأ تعليقات مثل سراط و ابن الايمان؟ اي نوع من الحكم نستطيع ان نصل اليه و نحن نشهد هذا النقص المريع في فهم الحقائق الاساسيه و المنطق البسيط؟

السؤال الأهم بنظري هنا و الذي قد نتعلم منه شيئاً هو كيف يمكن لنا تفسير الالحاد لهذه الفئه التي ينقصها الفهم و الادراك لأمور مبدئيه؟




في إعتقادي ان لم يعترف هؤلاء الاشخاص بوجود فراغ كبير في معرفتهم لأدراك الاساسيات و الحقائق البسيطه، وان لم يستخدموا هذه المعلومات المكتسبه لإصلاح الفرضيات الخاطئه داخل ايديولوجياتهم...فلن يعرفوا ابداً انهم على خطأ. وهذا هو الجرح الذي تعاني منه امتنا.


بن كريشان

أليس الالحاد والشيوعيه هما نفس الشيء؟

إن كان الالحاد هو الشيوعيهفلماذا اختلاف الاسماء؟ أو هل الالحاد يقودك في النهاية الى ان تصبح شيوعياً؟
إتهام عام يوجهه المُسلم وخاصة من الفصيله المتعصبه الى المُلحد على انه شيوعي، وربما يذكرهم هذا بالتدخل السو فيتي في افغانستان والذي كانوا يتهمونه بالالحاد والكفر لإستقطاب المقاتلين من شتى بقاع بلاد الرمال لحرب أدارتها الولايات المتحده من بعيد. انهم يُلمّحون الى فكرة انه بما ان الالحاد هو الشيوعيه، فبالتالي يجب ان نرفضه كونه نظاماً إشتراكياً شريراً مثل ذاك الذي كان في الاتحاد السوفيتي. ان كثيراً من التحيز المُسبق ضد الالحاد يأتي من هذا المنظور الخاطيء وهذا الخلط الغير متوافق مع الحقيقه.

من السهولة هنا ان تشتم الرائحة الامريكيه ..او بقاياها في هذا التفكير من تلك الحقبه، فالمسلمون بقولهم هذا إنما يؤكدون علي ان الاسلام هو الرأسماليه وان دينهم يدافع عن تجميع الثروات بيد الطبقات العليا في المجتمع، ولاتستغرب من هذا فالاموال التي بذلها الرأسماليون السعوديون و الامريكان لمحاربة الاتحاد السوفيتي كانت من اجل النظم الرأسماليه. وهذا يجعلني افكر إن كان توجهك الاقتصادي مهم جداً في تدينك، بما معناه انك من الممكن ان تكون مُسلماً وإشتراكياً في الوقت ذاته وسأعود لهذه النقطه بعد قليل، ولكن في الحقيقه لم تكن كل النظم الشيوعيه لادينيه وللعلم فإن الاتحاد السوفيتي نفسه لا يعتبر نفسه شيوعياً او انه لم يصل لتك المرحله من الشيوعيه بل كان يقول انه دولة إشتراكيه.

لقد ظل الدين موجوداً في اغلب النظم الاشتراكيه وكان من المقبول في كثير منها ان تكون اشتراكياً ومتديناً، كان رجال الدين في البلاد العربيه الثوريه الاشتراكيه آنذاك يمجدون الفكر الاشتراكي على انه متوافق مع الاسلام. كان كثير من القساوسه في امريكا اللاتينيه يحاربون مع المقاومه الشعبيه ذات الطابع الاشتراكي مومنين بأن تلك العداله التي ينشدها المسيح.






الشيوعيه ليس بالضرورة ان تكون الحاديه فبإمكانك ان تحمل افكاراً شيوعيه و تكون مومناً بالله كما كان الحال مع كثير من الناس في القرن العشرين، كما وجد كذلك الكثير من المُلحدين المعارضين للشيوعيه و المؤيدين للنظم الرأسماليه ظناً منهم انها تعطى الانسان قدراً اكبر من الحريه. إن وجود مؤمنين في الحركات الشيوعيه في القرن الماضي لهو دليل على انها ليست الالحاد، فأنت من الممكن ان تومن بالله و تكون اشتراكي شيوعي ولكن من المستحيل ان تكون مُلحداً ومؤمناً بالله في نفس الوقت.







ما اريد قوله بأن الاقرب للفكر الشيوعي هو المسلم المؤمن من الفصيله المتشدده، وليس الملحد والادلة كثيرة علي ذلك.

الاسلام السياسي و الشيوعيه يشتركان في خصائص كثيره منها دعوذة الشباب وغسل ادمغتهم واستغلال حماستهم لمآربهم السياسيه، الاسلام و الشيوعيه نُظم شموليه تتحكم بالانسان و تُحدد المقبول َوالمرفوض من تصرفاته الخاصه، كانت في الاتحاد السوفيتي منشورات عن كيفية ممارسة السيكس بالطريقه الشيوعيه اللائقه وكان شباب من كشافة الحزب يراقب الشباب لمنع القُبل وتشابك الايادي ويتدخل في تحذسد ماهو اللبس المحتشم وماهي قصة الشعر المقبوله مثلما يحدث الان في البلدان ذات الحكومات الاسلاميه كمملكة الرمال الكبرى و جمهوري اسلامي والصومال…بل في بعض السنوات قام الاتحاد السوفيتي على ما اعتقد في عهد خروتشوف بحظر تام على المشروبات الكحوليه.كما ان جميع نظم الحكم الشيوعيه في العالم كانت مثل الاديان تُجرم المثليه الجنسيه. الشيوعيه ترفض وجود اي فكر معارض او مخالف وتواجهه بالقمع و التصفيه و الاغتيال ، مثلما يفعل المسلمين الذين لايتحملون الاديان الاخرى والافكار السياسيه المعارضه. الاثنان الاسلام و الشيوعيه معارضان شديدان للفكر الليبرالي. 
لقد سميت الشيوعيه بأخر الاديان لأنها كانت تمارس نفس ماتفعله الاديان من نشر فكر واحد وتقديس وتعظيم مفكريها من ماركس ولينين مثلما تقدس الاديان انبياؤها و رسلها، ومثلما تقمع الاديان غيرها كانت الشيوعيه تحارب المختلف، فلماذا يقول لنا المدعوذون بأننا الشيوعيون، اليسوا هم كذلك سوى في اختلاف المسميات. التشابه هذا سببه هو ان الاسلام السياسي والشيوعيه هما ايدولوجيات سياسيه بينما الالحاد ليس بايدولوجيه، الالحاد لاشيء سوى عدم الايمان بوجود اله واحد او اكثر وعدم تصيدق بمستحيلات الاديان مثل الذي يمشي على الماء او يعيش في بطن الحوت و يتكلم مع النمل، الالحاد هو تحرير للتفكير من الخرافه و من الايدولوجيه.
يقول الاسلاميون بأن الملحدون الشيوعيون قتلوا الاف الناس..قد يكون صحيحاً فهم فعلاً فعلوا ذلك و لكن هل قتلوا الناس لأنهم مسيحيون او مسلمون؟ لا لقد كانوا يقتلون معارضيهم السياسيين و من ضمنهم كان كثير من الشيوعيون الذين اختلفوا مع المجموعة التي استأثرت بالحكم. لم يقتلوا الناس لأنهم ملحدين، النظم الاسلاميه تقتل معارضيها كذلك و تغتالهم اليس كذلك؟ الالحاد ليس نظريه سياسيه ولا فكر ايدولوجي ليقتل احد اخر بسببه...فإن قلت ان احدهم قتل بواسطة ملحد ..فهو لايختلف عن قولك انه قتل بواسطة رجل طويل . اقصد انه لايصلح ان يكون دافعاً للقتل مثل الدين او الايدولوجيه.

لقد اعتبرت الشيوعيه المؤسسات الدينيه بمثابة عقبة في طريق خلق مجتمع عمّالي وكان التخلص من اقطاب هذه المؤسسات عملية سياسية بحته لم تستهدف الدين بحد ذاته بل السلطه التي ينازع فيها الدين الايدولوجيه الشيوعيه.

وهكذا ايها الاخوات و الاخوان - او هل اقول الرفاق- ارجو ان نكون قد وضحنا هذا اللبس الكبير الذي يقع فيه المؤمن المسلم حين يخلط الالحاد بالشيوعيه و لا عجب في هذا فقد قال ابو العلاء المعري:

هناك نوعان من الرجال، رجال عقلاء ملحدون، ورجال متدينون غير عقلاء.

بن كريشان
 

samedi 9 avril 2011

العقول الكبيرة تبحث الأفكار، والعقول المتفتحة تناقش الأحداث، والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس


العقول الكبيرة تبحث الأفكار، والعقول المتفتحة تناقش الأحداث، والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس ...(*_*)





منهنا أحببت أن أخوض معكم هذا النقاش العقلي البحت وهو التواجد من اجل تنمية العقول وتعلم أسرار وفنون الحوار الأساسية وان نكون مثل تلك العقول الكبيرة التي فقط همها التطوير في المقام الأول والبحث عن كل جديد ولن ولم تتكاسل أو تبتعد عن شي تريده للإبداع وتحاول أن يكون العقل لديها بعيد عن كل عقل ذاك الصغير المدلل الذي ما أن تحاورت معه إلا وتجده يصغر من قدرك وأنت بغنى عنه لا انه اقل من إن تناقشه لأنك لوتعلم انه سوف ينقلب حاله للأفضل لفعلت ولكن لا حياة لمن تنادي .




أما العقل الأخر أو دعوني اسميه فرع للعقل الأول وهو البحث عن أي حدث جديد يكون جديد على ساحتنا الاجتماعية ويحاول أن يجد منه قضيه ويوجد له الحل بقدراستطاعته من خلال طرحه والتشاور به مع من هم اقرب لتفكيره أو يناقش به المتخصصين وبعد ذلك يأتي به لعامة الناس لكي يرى ردة أفعالهم والى أي مدى ستصل بعد أن جرب أهل الاختصاص بذلك ومن هنا سيتكشف أي الحلول التي أتى بها ستناسب المجتمع أو ما يريدالمجتمع أصلا لكي يطرحه لهم ويكون فيه خير للجميع






العقل الأخير أو دعوني أقول ((عقلاء بلا عقل )) بمعنى فقط أناس جسد وروح ولكن بلا عقل لا إن همه الأول والأخير كيف يثبت نفسه من خلال تتبع زلات إخوانه وأخواته همه تتبع الأخطاء فقط والارتقاء بها بسبب أو بدون سبب ولا يمكن أن يكون بحثه للفائدة لا انه لم تكن ضمن حساباته اللاعقليه إن أردت أن أقول ذلك فهو بالفعل متطفل لم يعمل بما وهبه من العقل وأصبح كالبهيمة بل هو أضل منها والله لأنه لم يتعب نفسه بتدبر أخلاقه ومن هنا أقول له لا تحاول أن تصلح العالم وحاول أن تصلح نفسك قبل الكل لأنك إن أصلحت نفسك ستكون عملت خير لمجتمعك


....



تساؤلي هنا

هل بالفعل أن العقول التي وهبها الله متفاوتة من شخص لا آخر أم أنها فقط مجرد كلمات نقراها ونحاول تقليدها ؟؟





إلى أي مدى يصل حد العقل للشخص من خلال الحوارات الهادفة بمعنى إيجاده للحلول ؟؟



هل بالفعل كل عقل له درجه تسمى عقل صغير وعقل كبير وعقل متوسط وبلا عقل ...!!؟

mercredi 6 avril 2011

كي لا يحصد أعداء الأمة العربية ثمار ثوراتها الشبابية

لا أحد يشك أن الثورات العربية غدت كالنار في الهشيم، وأنها ثورات مشروعة لم تحدث من فراغ بل هي حصيلة سلسلة تراكمات وأفعال لأنظمة استبد حكامها ،
وجعلوا من الشعب مزارع لعائلاتهم وأقاربهم وتعاقدوا مع الشركات الأجنبية والدول الكبرى وظلموا شعوبهم وداسوا كرامتها وهم إلا قلة كانوا رموزا للأمة يبحثون عن مجد يصنعوه لها ومع ذلك بقيت الديمقراطية وحرية الفرد غائبة ومنتهكة، ولهذا السبب إندفع المضطهدون إلى الغرب يلجأون إليه ويعيشون بكنفه إلى أن كثر الشاكون والباكون وكانت هذه الثورات التي لم تحدث إلا بعد أن بلغ السيل الزبى.وهي تتدحرج من بلد لآخر تدحرج النار الإغريقية وقد كثر فيها حاملو المشاعل حتى أن وهجها أصاب الحكام المستبدين من بعيد وقذف في قلوبهم الرعب كما قذف الصحابة المسلمون الرعب في قلب هرقل وهو في حمص حيث سمع بحصار القدس قبل فتحها، ويلاحظ أنه لن يسلم منها أحد، ومع أن الشباب العربي يغلي ويفور كبركان ثائر وهو يجمع جهوده ويحشدها من خلال الفيسبوك ليتظاهر في ساحات التحرير أو التغيير بأسهل الطرق وأسرعها ودون عناء كبير للتحشيد ولكن الثورات العربية تتشابك فيها مجموعة خيوط وتعقيدات داخلية وخارجية تسئ لهذه الثورات وتنتقص من ثمارها في مواضيع عدة وتشكل نقاط قاتلة ويلاحظ استغلال أطراف عدة لهذه الثورات وتوجيه البوصلة بما يحلو لها.ولنعدد هذه القوى ولنبين أبرز المآخذ التي تؤشر إلى نتائج وحصادا ليس لمصلحتنا وربما لمصلحة هذه الأطراف وهي:ـ
1) رغبة إيران الحميمة لركوب الثورات والحراك السياسي خاصة في البحرين واليمن وركوب موجة الطائفية رغبة منها في إقامة قوس هلالي شيعي وخير دليل ما فعلته في العراق وتحريكها للأحزاب الطائفية العميلة، كما أنها تحرص على الحؤول دون قيام ثورة في سوريا لأن النظام متحالف معها منذ عام 1979، وهي لا تدخر جهدا في إستقطاب الحلفاء هنا وهناك ليشكلوا درعا واقيا لها أمام الرصاص أو خوفا من اشتعال الثورات في بلادها، وقد كشفت إيران نواياها من خلال تصريحاتها حول البحرين واحتجاجها على دخول ( قوات درع الجزيرة ) السعودية لقمع المتظاهرين في البحرين، بينما لا تريد الثورات في العراق كي تبقى مرتعا للأحزاب الطائفية فيها ذات الميول والتبعية الإيرانية.
2) أما الولايات المتحدة الأميركية وحليفتها إسرائيل ودول حلف الأطلسي فهي حريصة على تثوير الأوضاع في بعض البلدان دون أن تكترث بغيرها وتطالب بتنحي هذا وذاك وتسعر النار في قطر وتحد منها في قطر آخر ومعها عدد من الفضائيات العربية والأميركية والبريطانية وهي فزاعة آخر زمن ويتضح من أسلوبها وطريقة تعاملها أنها لا تراعي مهنية وهي مزيج من التناقضات الغريبة والعجيبة وتظهر انحيازها للجماهير في ليبيا وتتجاهل الجماهير في العراق وهي لا تكتفي بالخبر بل تحاول تحريك البشر حيث تنسجم مع بعض السياسات ولكنها تغض النظر في بلاد أخرى ولديها من قاموس المصطلحات ما يبين انحيازها فهي تطلق مصطلح "اجتثاث البعث" وخلع "النظام العراقي" وغير ذلك، وتحرص على سماع رأي جدعون عزرا وتحرص على عرض أفكاره وهكذا دواليك ، وهذا ما جربناه في العراق واليوم نشهده في ليبيا بينما تنخفض وتيرة الحرارة أو لا تكترث حيال ما يجري من تظاهرات شعبية في اليمن والأردن والعراق ... باختصار كل شئ محسوب بمقدار ويكاد يدركه صغار السن ومن لا خبرة لهم في السياسة.
وبناء عليه إن الاستنجاد بالولايات المتحدة الأميركية وطلب العون منها ومن حليفتها الأوروبيات هو كمن يطلب الدبس من النمس". ولن يأتينا منه خير
3) لقد أثبتت الولايات المتحدة بالبرهان القاطع والفكر الساطع أنها لا تخفي أطماعها في نفط الأرض العربية وأن عمله وفعلها غير مقرون بفعل الخير ولهذا وجدناها تحرث أفغانستان والعراق وتزرع فيهما التقسيم والفئات النفعية والعميلة والمفسدة ، ونخشى اليوم على ليبيا حيث تظهر في قصفها العشوائي وتخريبها للمنشآت المختلفة بدعوى ضرب ترسانة "كتائب القذافي" ،ويلاحظ أن قادة المعارضة الليبية يعربون عن امتنانهم للدعم الأميركي والأوروبي ولكننا نسأل : أين تربى بعض هؤلاء المعارضون؟، أغلب الظن أنهم تربوا في بريطانيا وترعرعوا هناك منذ عشرات السنين.
وإن هؤلاء الثوار الذين حصلوا على دعم الغرب سيكونوا ممتنين للدول الغربية ولا نعتقد بأن نواياهم سليمة والأقرب أن سيناريو العراق يتكرر في ليبيا بحجة حماية البلد من الديكتاتور,.
4) أما الخلل الآخر فيلاحظ في طبيعة الوعي ومظهره وهو وعي فكري قطري لا نلمح فيه خطابا قوميا وعربيا وحدويا وهذا يؤشر لخطر آخر أن تعيد الدولة القطرية العربية تشكيل ذاتها وتغير جلدها وأن تقتصر هذه الحركات على تغيير الوجوه وقشرة النظام السياسي دون أن تصيب القضايا الثلاث والمهة للأمة العربية وهي: الحرية والوحدة العربية والاشتراكية العربية ( العدالة الاجتماعية) ، ونخشى أن يحدث ما توقعه المفكر العربي عابد الجابري حيث توقع هذه الثورات التي يتغير فيها شكل نظام الدولة القطرية العربية أي يبقى نظام قديم بثوب جديد ويظل فيها القرد قرد ولم يتغير فيه غير معط الجلد.

فكر ببساطة

واجه رواد الفضاء الأمريكيون صعوبة في الكتابة نظرا ً لانعدام الجاذبية وعدم نزول الحبر إلى رأس القلم ! للتغلب على هذه المشكلة أنفقت وكالة الفضاء الأمريكية ملايين الدولارات على بحوث استغرقت عدة سنوات لتتمكن في النهاية من إنتاج قلم يكتب في الفضاء وتحت الماء وعلى أرق الأسطح وأصلبها وفي أي اتجاه . بالمقابل تمكن رواد الفضاء الروس من التغلب على نفس المشكلة باستخدام قلم رصاص
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وذات مرة تلقت شركة صناعة صابون يابانية شكوى من عملائها لأن بعض العبوات خالية ، فاقترح مهندسو المصنع تصميم جهاز يعمل بأشعة الليزر لاكتشاف العبوات الخالية أثناء مرورها على سير التعبئة وسحبها آليا إذا كانت خالية . وقد كان الحل مناسبا رغم تكلفته .
بالمقابل وضع أحد عمال التغليف في المصنع مروحة كبيرة بدلا من جهاز الليزر ، ووجه هواءها إلى السير الذي تمر عليه عبوات الصابون حتى تطير العبوات الفارغة قبل وصولها إلى صناديق التعبئة .
المصدر: من كتاب (غيّر تفكيرك) للاستاذ محمد السيد

الفيل الحقيقي!!!!


قام الفيلسوف أرسطو بإجراء تجربة لإثبات حقيقة أن كل إنسان يتفاعل مع الأشياء وفق ما يحسه وأنه لايمكن إتفاق الناس علي نفس الرؤية مئة بالمئة
ولكن إذا إجتمعت آراء ناضجة تستطيع تكوين صورة متكاملة تكون قاعدة للإبداع.
فقام بعمل مجسم لفيل بنفس مواصفات الفيل الحقيقي،وجلب خمسة أشخاص عميان البصر منذ الولادة لم يشاهدوا نور الدنيا أبدا،وجعل كل واحد منهم يتحسس بيده جزء معين من مجسم الفيل .
الأول تحسس اليد الثاني تحسس الأذن الثالث تحسس الخرطوم الرابع تحسس البطن الخامس تحسس الساق بإشراف أرسطو.
ثم قال لهم أن الشئ الذي تحسسوه هو حيوان يسمي الفيل وطلب منهم وصف الفيل،كل شخص من هؤلاء الخمسة وصف الفيل وفق ما لمس
الأول وصف اليد علي أنها هي الفيل والثاني وصف الأذن ....الخ
لو أنهم جميعهم جمعوا ما لمسوا لأصبحت لديهم صورة متكاملة واضحة
للفيل.
كذلك بني البشر إذا تقاسموا رؤيتهم ،بعضهم البعض في أي مجال من مجالات الحياة ،لوصلوا إلي نتائج مهمه توصلهم للإبداع في كل الميادين .تحياتي

الاختلاف في الرأي يفسد للود قضااايا

ماذا نفعل عندما نريد إقناع شخص ما بوجهة نظرنا، سواء كان هذا الشخص صديقاً، أو تلميذاً، أو أي شخص؟ الأغلب أننا نظل ندافع عن وجهة نظرنا مبرزين نقاط القوة فيها، ونقاط الضعف في وجهة النظر الأخري. وتكون النتيجة ما نراه من مستوي متدنٍّ للحوار علي صفحات الفيس بوك وغيره، من سباب وتقليل وسخرية من وجهات النظر المختلفة عنا (مع أن الاختلاف أمر طبيعي جداً!). ونبدأ في التحزب، والتعصب، ثم تضرب الفرقة بجذورها بيننا مع أن الأمر في البداية لم يكن سوي اختلاف في وجهات النظر.
ومع أننا قد نعلم جيداً أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية إلا أنه يبدو منا عند التطبيق العملي أننا لا نفهم ذلك جيداً. نعلمه نعم، ولكن نفهمه لا. العلم بالشيء قد تعبر عنه عبارة "حافظ مش فاهم" وهو ما رسخه فينا أسلوب التعليم العقيم الذي تشربناه حوالي 17 سنة في حياتنا، هي عدد سنوات الدراسة المدرسية والجامعية. أما الفهم، فهو أن يصل الأمر إلي عقيدة أو أسلوب تفكير يحكم سلوكك.
ولعلكم تعلمون التجربة التي قام بها الفيلسوف أرسطو لإثبات حقيقة أن كل إنسان يتفاعل مع الأشياء وفق ما يحسه، وأنه لايمكن اتفاق الناس علي نفس الرأي مائة بالمائة، في حين أن اجتماع آراء ناضجة يستطيع تكوين صورة متكاملة. صنع أرسطو مجسماً لفيل بنفس مواصفات الفيل الحقيقي، وطلب من خمسة أشخاص مكفوفي البصر منذ الولادة أن يتحسس كل منهم الفيل ويصفه. فتحسس الأول اليد، وتحسس الثاني الأذن، وتحسس الثالث الخرطوم، وتحسس الرابع البطن، وتحسس الخامس الساق. وطبعاً كان وصف كل واحد للفيل بناء علي الجزء الذي لمسه فقط. ولو أنهم جمعوا أوصافهم لما لمسوا، لأصبحت لديهم صورة متكاملة واضحة
للفيل.
هلا أخبرتكم باكتشاف عن أنفسنا: إننا أحياناً، إن لم يكن غالباً، نتبني رأياً معيناً ونحاول إقناع غيرنا به دون أن نعرف وجهات النظر الأخري، وحجج الآخرين في تبنيها أو الاقتناع بها! وندخل في نقاشاااات وحواراااات (إن كان من الممكن أن نطلق عليها حوارات من الأساس!) دون أن يكون لدينا رغبة حقيقية في الاستماع إلي الآخر. ولماذا لا نستمع؟ أليس من المحتمل أن يكون الحق مع غيري؟ أو أن يكون هناك في منطقة ما بيننا؟ ثم أنه ليست النتيجة الحتمية للاستماع تغيير رأيي، بل علي العكس قد تكون النتيجة مزيد من الإيمان به.
نقطة أخري، وهي أن تغيير الآراء والأفكار ليس كتغيير الملابس مثلاً. تغيير الملابس لا يستغرق سوي دقائق، إنما تغيير الأفكار قد يستغرق دقائق أيضاً، أو ساعات، أو شهوراً، بل وربما سنواتِ حسب عمق هذه الأفكار ومدي تأثيرها في حياة الشخص.
ماذا فعل الأستاذ لتغيير فكر تلميذه؟
وفي الصدد ما نتكلم عنه، دعوني أنقل لكم جزءاً مما قرأته من السيرة الذاتية للدكتور/ جلال أمين "ماذا علمتني الحياة؟" يحكي د. جلال أمين أنه ذهب في بعثة دراسية لإعداد رسالة الماجيستير في إنجلترا. وفي أول لقاء بينه وبين الأستاذ المشرف عليه، حاول أستاذه أن يتبين اتجاهاته الفكرية، فاكتشف أن لديه، آنذاك، ميولاً اشتراكية وماركسية. فقرر الأستاذ - كما يحكي د. جلال أمين - أن أفضل سياسة يتبعها معه أن يتركه عدة شهور يقرأ في أي اتجاه يحب، علي أن يقترح عليه من حين لآخر كتاباً يعتقد أنه يصلح مسار تفكيره.
وفعلاً أخذ يقرأ كما يحلو له، فإذا بكتاب عن الماركسية يقوده إلي كتاب آخر عنها أيضاً أو كتاب ينقدها، فيقوده ذلك إلي قراءة رد الماركسيين علي هذه الانتقادات. وأثناء ذلك، كان أستاذه يرشح له كتباً يقرأها (يبدو لي من أسمائها كما ذكرها في الكتاب أن أستاذه كان يهدف من خلالها إلي تعريضه لوجهات نظر مختلفة). ولم يبدُ من الأستاذ أي ضيق أو غضب من النقاشات التي كانت تجري بينه وبين تلميذه رغم ظهور التلميذ بمظهر من يظن أنه يعرف الحقيقة كاملة.
يقول د. جلال أمين: "ولكن رأيي كان يتغير بالتدريج ودون شعور واعٍ مني. ليس بالضبط بسبب قراءتي لكُتّاب يعادون الماركسية، بل لتعودي خلال هذه الفترة علي قراءة الرأي ونقيضه، ومن ثم اكتشافي أن المسألة لا يمكن أن تكون بالبساطة التي كنت أظنها في البداية، وأن الأمر يحتاج إلي تأمل وروية أكبر مني.... ولم يكن وراء قراءتي خلال هذه الفترة أي هدف غير الوصول إلي الرأي الصحيح في هذه القضية أو تلك."
فماذا كانت نتيجة هذا الأسلوب الذي سلكه الأستاذ لتغيير فكر تلميذه؟
يستكمل د. جلال أمين: "عندما شرعت في اختيار موضوع رسالة الماجيستير، كنت قد بدأت أفقد حماسي للاقتصاد الماركسي، وللماركسية بوجه عام.... أصبحت الآن أري الماركسية كحلقة في سلسلة طويلة من تطور الفكر الاقتصادي، قد تكون أفضل من الحلقات الأخري في أشياء ولكنها أسوأ في أشياء أخري. وراق لي أن يكون موضوع الرسالة المقارنة بين النظريات المختلفة في موضوع الربح." وعندما ذكر موضوع الرسالة لأستاذه "... فإذا به ينظر إليّ من فوق نظارته وقد رفع حاجبيه عالياً... قال لي ما معناه: إنني يجب ألا أستبعد موضوعاً من الكتابة فيه لمجرد أنه لا يشاركني رأيي فيه، وإنني إذا أحببت أن أكتب في الماركسية فإنه لن يرفض. ولكني أكدت له أن هذا الموضوع هو ما أفضل بالفعل الكتابة فيه"
إننا بحاجة إلي الاستماع الحقيقي الذي هدفه الوصول إلي الحقيقة. وكان الإمام الشافعي يقول: "ما ناقشت أحداً إلاَّ أحببت أن يظهر الله الحق على لسانه". إننا بحاجة إلي تقبل الاختلاف، فلو أراد الله أن يخلقنا متشابهين لفعل، ولكنه - سبحانه وتعالي - أراد الاختلاف الذي يجمع ولا يفرق، الذي يثري ويقوي لا يفقر ويضعف. إننا بحاجة إلي الصبر علي الناس، وبحاجة إلي أن نكون عادلين مع أنفسنا وعدم التضييق عليها بإلزامها برأي معين دون أن نأخذ فرصتنا في التعرف علي كل وجهات النظر الأخري واختيار ما تقبله عقولنا.